عيد ميلاد الموت

لحظات القدر خانقة أحيانا...بل ربما دائما..قد يكتب لنا القدر أنا نحب شيئا ما في الوجود ليسكن داخل أجسادنا وقلوبنا ويسري في عروقنا، ومع تيار دمائنا ليصبح جزءًا منا لا يمكننا الاستغناء عنه أبداً فندمنه كشيء حلو المذاق جميل المنظر ويصبح روحاً ونفساً في الجسد والدم، نحبه حباً صادقاً قوياً يجرفنا بمشاعر صادقة ، يسبح بنا في بحر الحب النقي الطاهر المليء بالحنان والصدق ، ولكن القدر سرعان ما يصفعنا صفعة قاتلة ، فبصدق حبنا تكون الصفعة أليمة ، ولكنها تزيد الحب قوة في قلوبنا ، ولكن مهما كان ذلك صادقاً وصافياً وطاهراً فلا يغير الأقدار، ولا يمحو إرادة الأيام ، فقد نرى الشيء الذي نحبه في لحظة من لحظات القدر العنيد يتسرب من بين أصابعنا إلى دنيا أخرى ، وعلى الرغم من العاطفة القوية ، إلا أننا نقف مكتوفي الأيدي أمام ذلك المشهد ، كمشهد فراق الروح للجسد ، تتجلى القوة الإلهية الجبارة ، تحكمنا وتخرسنا كي لا نتفوه ، تنهال الدموع ويقشعر البدن ، يتجمد الدم وتتيبس العروق ، وهذا كله لن يوقف حركة القدر ، فنقف عاجزين حائرين ، نتألم ولا نستطيع أن نتكلم ، تحطمنا صخور الصبر التي تتبرأ منا ونحن نلاحقها توسلاً ، فنمشي مع الأمل مشاوير وطرقات ولكن يغدر بنا ، فهل نشتري الصبر ، أم بأيدينا نحفر قبرنا ؟!
نعد من نحب بالوفاء والصدق ولكن اللحظات تقتل الوعد وتسكت الصدق فينا ، وتخنق الأنفاس داخل الأجساد ولا تخرجها لتجعلنا ضعفاء أمام تيار القدر كضعف حبات الرمال أمام العواصف والرياح ،
وهنا يولد الفراق والموت معاً ... في عيد ميلاد الموت ..